يسعي هذا المقال إلي اثارة قضية هامة تأخرت اكثر مما ينبغي تتعلق بمدي امتلاكنا نحن المصريون ؛مجتمعا ودولة لأجندة حوار جادة تتعامل مع تداعيات فيروس كورونا ،فكثير من المحللين يرون أن الجائحة ستغير العالم حقا ،وان ما كنا نعرفه ربما لن يكون موجودا في السنوات القليلة القادمة.
أقول اننا تأخرنا لان الحوارات في العالم قد انطلقت من شهرين أو يزيد ،وهي تدور حول شكل العالم ما بعد كورونا ،وبعضها الآخر اتخذ موضوعًا أو نطاقا محددا يناقش تأثير الفيروس علي عمله ،فقد قدر لي أن اتابع الحوارات الدائرة حول مدي تأثر حقل حل النزاعات وبناء السلام بالفيروس.
أما في مصر فقد غلب علينا النقاش من منظور المكايدات السياسية ، وبات الاستقطاب الذي يسيطر علي الأفئدة والعقول يغطي علي إمكانية بدء حوار جاد حول مستقبل الوطن في ما بعد كورونا ؛ فالأمر أجل وأخطر من أن نتعامل معه وفق هذا المنظور الانتهازي الضيق ،ولحسن الحظ فقد لاحظت أنه بدأت بعض الأصوات في الايام الأخيرة تتعالي لتطرح بعض الموضوعات الجديرة بالنقاش.