دروس ثلاثة في العمل النقابي تعلمتها من سنين السجن وما بعده:
1- لايمكن لمهنة الصحافة أن تزدهر دون مناخ عام حر ومفتوح، ولا يمكن للعاملين بها أن يتمتعوا بعيشة كريمة إلا بمقدار اتساع المجال العام وحريته وقدرة علي التعبير عن هموم المواطنين وتطلعاتهم.
هناك تناسب طردي بين مناخ الحرية وأوضاع الصحفيين ومهنتهم.
2- فشل صيغة تحول نقابة الصحفيين بتاريخها ورمزيتها إلي نادي اجتماعي يقدم الخدمات لأعضائه وأسرهم، فتقديم الخدمات لا يغني عن سعي النقابة لتغيير بعض قواعد اللعبة التي تحكم عملها، وبدون تغيير بعض هذه القواعد يجعل منا عبيد إحسانات السلطة التنفيذية وأصحاب المال والنفوذ.
3- من مصلحة النظام -أي نظام- أن يسمح للمؤسسات الوسيطة بينه وبين الفئات الاجتماعية المختلفة أن تلعب دورا في استيعاب جزء من الصراع الاجتماعي داخلها بدلا من انتقاله للشوارع فيصعب السيطرة عليه.
نقابة تلعب دورها الفاعل مصلحة مشتركة للنظام وأعضاء نقابتنا خاصة في بيئة جيواستراتيجية تتطلب قدرا من التماسك الداخلي لمواجهة تحدياتها.
جمعيتنا العمومية أمام استحقاق صعب: إما استعادة بعضا مما تبقي من النقابة؛ استفادة من بدء تغير السياقات وبعض سياسة تلوح في الأفق، أو لنشيعها من علم سلم لم يعد لنا.
Share: