نُشر في الجزيرة.نت – مارس 2022
غزو أوكرانيا زلزال جيوستراتيجي، من شأنه أن يسبب تداعيات أبعد من أوروبا التي لا يزال وصولها إلى نظام أمني متوافق عليه محل تساؤل رغم ما مضى من سنين منذ الحرب الثانية 1945، وروسيا التي تبحث عن اعتراف بدورها كقوة عظمى في نظام دولي يعاد تشكله، وأوكرانيا التي تجسد أزمة الدولة القومية بكل تجلياتها، وأميركا والصين بما بينهما من تنافس على من تكون له اليد العليا في النظام الدولي.
إن من أهم معضلات الدولة القومية في الزمن المعاصر هي قدرتها على إدارة التعدد والتنوع -الذي بات حقيقة واقعة في المجالات كافة- رغم أنها قامت تاريخيا على فكرة التجانس القومي ووجود هوية وطنية جامعة؛ فإن لم يوجدا فيجب خلقهما ولو بالقوة.