انتهيت في مقالي السابق إلى أننا بصدد تصاعد استعادة السياسة منذ ما أطلق عليه احتجاجات المقاول محمد علي -سبتمبر 2019، وشرحت فيه أن أولويات المسألة الاجتماعية والحياتية عند المصريين وضغوطها تعطي قوة دفع لعودة السياسة من جديد، وأن جزءًا معتبرًا من مظاهر إحيائها ينبع من فجوات الخطاب الرسمي وتناقضاته، ولكننا في الوقت نفسه وامتدادًا لطبيعة السياسة التي شهدناها قبيل يناير 2011 وبعدها ويشهدها العالم المعاصر يجرى إعادة تعريفها من مداخل جديدة؛ من حيث الخصائص والفواعل والخطاب ونوعية الأولويات فيها، وهو ما نعرض لبعض مظاهره في هذا المقال.