تراكمت -منذ الثورة الإيرانية 1979- ثلاث موجات متداخلة من الخلاف بين السنة والشيعة، والذي اتخذ مظاهر عنف متبادل وامتزجت فيه القوة الصلبة بالناعمة، وحروب الوكلاء بالحرب المباشرة بين الدول، وسيطر عليه التدخل الخارجي والصراع الجيوسياسي بين السعودية وإيران وإن دخلت إليه تركيا لاحقا، ولأنها موجات متداخلة متراكمة وليست متعاقبة متتالية فقد حرقت فيه الجسور التي كانت تخفف حدة الاحتقان المذهبي؛ ولم يتبق منها غير جسرين: الأول؛ فلسطين والعداء للكيان الصهيوني الذي يجري دمجه بعد اتفاقات التطبيع في نظام جديد للأمن يقوم علي العداء لإيران، والثاني؛ سردية الربيع العربي -خاصة في موجتها الثانية 2019- التي تعيد تعريف الهوية الوطنية بل والعربية على أسس غير طائفية ولا مذهبية.