يجادل هذا المقال أننا ومنذ 2019 -فيما أطلق عليه احتجاجات محمد علي- بصدد استعادة للسياسة مرة أخرى في بر مصر وبشكل متصاعد. وذلك بعد بلوغ مرحلة نزع السياسة بعد 2014 منتهاها. ولكننا في الوقت نفسه وامتدادا لطبيعة السياسة التي شهدناها قبيل يناير 2011 وبعدها نشهد إعادة تعريف للسياسة من مداخل جديدة. من حيث خصائصها وفواعلها وخطابها ونوعية الأولويات فيها. وهذا لا يعني -بأي حال- أننا تجاوزنا الفجوة بين التفكير والفعل. إذ تظل القدرة على ترجمة هذه التصورات الجديدة إلى فعل سياسي محدودة لاعتبارات تخص منهج النظر إلى السياسة أصلا. بالإضافة إلى مواريثها المتعلقة بالبنى والهياكل والأشخاص.