نُشر في الجزيرة.نت – سبتمبر 2025
لقد أصبحت فلسطين مكانا رمزيا لإعلان انتهاء النظام الدولي المبني على القواعد الذي نشأ بعد الحرب الثانية 1945، وسبيلا للتمرد ضد النفاق الغربي وغطرسة القوة المادية، والنظام الاستعماري القمعي.
نُشر في الجزيرة.نت – سبتمبر 2025
لقد أصبحت فلسطين مكانا رمزيا لإعلان انتهاء النظام الدولي المبني على القواعد الذي نشأ بعد الحرب الثانية 1945، وسبيلا للتمرد ضد النفاق الغربي وغطرسة القوة المادية، والنظام الاستعماري القمعي.
يصادف مرور 5 سنوات على ما أطلق عليه اتفاقيات “أبراهام” تمام الإبادة الجماعية في غزة عامها الثاني، وهو ما يستدعي فهم تأثير حرب غزة على هذه الاتفاقيات، وهل كانت مجرد مصادفة أن يتم ضرب قطر 9 أيلول/ سبتمبر الجاري بمناسبة مرور 5 سنوات على اتفاقات التطبيع بين الكيان الصهيوني وكل من الإمارات والبحرين (15 أيلول/ سبتمبر)، والسودان (23 تشرين الأول/ أكتوبر)، والمغرب (10 /كانون الأول/ ديسمبر) من عام 2020؟
شكلت حرب غزة عام 2023 التحدي الأكبر لاتفاقيات التطبيع منذ توقيعها في عام 2020، وأضافت إليها ضربة قطر تحديات جديدة. وفي حين أن الصراع لم يعكس مسار التطبيع، إلا أنه أظهر حدود الاتفاقيات في توفير الأمن لدول المنطقة -خاصة في الخليج- وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووقف ضم الضفة، أو تحقيق الاستقرار الإقليمي المستدام.
ويمكن الإشارة إلى تأثير طوفان الأقصى عبر عدة مجالات رئيسية:
نُشر في فكر تاني – سبتمبر 2025
في كل مرة يحاول فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استعادة الردع الاسرائيلي بعد السابع من أكتوبر/تشرين أول؛ فإنه يقوض مكانة إسرائيل ويزيد عُزلتها الدولية، ويفاقم عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، ويعرقل مبادرات السلام بما فيها اتفاقات إبراهام.
إن الإجراءات العدوانية الإسرائيلية في قطر فاقمت عدم الاستقرار الإقليمي، وعمقت انعدام الثقة تجاه الضمانات الأمنية الأمريكية، وعقّدت آفاق السلام الدائم.
هل كانت مجرد مصادفة، أن يتم ضرب قطر ٩ سبتمبر/ أيلول الجاري بمناسبة مرور ٥ سنوات على اتفاقات التطبيع بين الكيان الصهيوني وكل من الإمارات والبحرين (١٥ سبتمبر/أيلول)، والسودان (٢٣ أكتوبر/ تشرين أول)، والمغرب (١٠ ديسمبر/ كانون أول) من عام ٢٠٢٠؟
وهل كانت مصادفة أيضا، أن ٤٠٪ من مدة هذه الاتفاقيات جرت فيها إبادة أهل غزة. يبلغ عمر هذه الاتفاقات خمس سنوات في الوقت الذي تتم المحرقة عامها الثاني.
نُشر في الجزيرة.نت – سبتمبر 2025
هناك منظوران لتقييم دور إسرائيل في المنطقة: الأول كقوة مهيمنة، والثاني كقوة تعديلية تعمل على إعادة تشكيل شرق أوسط على مقاسها. ولقد كان للضربة التي شنتها إسرائيل على قطر 9 سبتمبر/أيلول الجاري آثار معقدة، وفي بعض الأحيان متناقضة، على أدوارها المفترضة كقوة مهيمنة أو كقوة تعديلية.
توصَف القوة المهيمنة عادة بأنها “القوة العظمى الوحيدة في منطقة معينة”، ولا تواجه أي تحديات عسكرية خطيرة من دول أو مجموعات أخرى، وبالتالي فهي قادرة على تركيز سياساتها الخارجية والدفاعية في مكان آخر.
أعادت استراتيجية إسرائيل الأمنية المتطورة، وخاصة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشكيل علاقاتها الإقليمية وجهودها الدبلوماسية بشكل كبير، وانتقلت من نهج “الوضع الراهن” إلى نهج “القوة التعديلية”. يعطي هذا التحول الأولوية للقوة العسكرية وتحقيق “النصر الكامل” على المشاركة الدبلوماسية، مما يؤدي إلى نتائج معقدة ومتناقضة في كثير من الأحيان، فيما يتعلق بمكانتها في المنطقة والعالم.
بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تخلى صناع القرار في إسرائيل عن نماذج الأمن القديمة، وخلصوا إلى أن احتواء جماعات مثل، حماس أمر مستحيل دون المساس بالأمن القومي. وتتضمن الاستراتيجية الجديدة استخدامًا أكثر استباقية للقوة العسكرية لتشكيل نظام إقليمي جديد، يحمي مصالح إسرائيل.
نُشر في فكر تاني – سبتمبر 2025
تراكمت علي المصريين علي مدار السنين القليلة الماضية طبقات من القلق الممتزج بالذعر والخوف. بناءً على مسح القيم العالمية للموجة السابعة (2017-2020)، أفاد عدد كبير من المصريين بمشاعر القلق والتوتر في مختلف جوانب حياتهم، وخاصة فيما يتعلق بالاستقرار الاقتصادي ومستقبل أطفالهم، فضلاً عن القضايا الاجتماعية والأمنية.
عرض نقدي لكتاب
«THE OBLITERATION DOCTRINE: Genocide Prevention, Israel, Gaza and the West»
«عقيدة الإبادة: منع الإبادة الجماعية، إسرائيل، وغزة، والغرب» لدان شتاينبوك الصادر في ٢٠٢٥ م عن دار نشر كلاريتي برس.
نُشر في الجزيرة.نت – سبتمبر 2025
في غزة لم يُترك شيء للمصادفة، فلم تُقصف المستشفيات لأن الصواريخ ضلت الطريق، ولم تُستهدف الكنائس لأن جيش الاحتلال أخطأ التقدير، ولم يُقتل الصحفيون لأن المعلومات الاستخبارية لم تكن دقتها كافية، وكذلك لا يجوع الأطفال في غزة لأن واقع الحرب المأساوي يفرض ذلك، فقد أصبح ما يجري جليًا ولا يكاد يحتمل الشك: إسرائيل تفعل كل ذلك عمدا وهي تستخدم التجويع سلاحَ إبادة تحت مرأى ومسمع العالم.
وعلى الرغم من فداحة الجريمة في غزة، فإن هذا النوع من المأساة لم يبدأ هناك، والأكيد أنه لن ينتهي فيها. صحيح أن غزة بكثافة العدوان ضدها والتواطؤ المخزي على التطبيع معه رغم كل الأضواء المسلطة عليه تمثل حالة استثنائية، لكن تلك “الجريمة العلنية والصارخة” تمثل جرس إنذار بأن القتل الجماعي قد يكون مستقبلا مشتركا للبشر جميعا.
نُشر في الجزيرة.نت – سبتمبر 2025
يقول أشيل مبيمبي – الفيلسوف الكاميروني – في مقال رائع حمل عنوان: “سياسات الموت”: “السياسي، تحت ستار الحرب، أو [القضاء على] المقاومة، أو الكفاح ضد الإرهاب، يجعل قتل العدو هدفه الأساسي والمطلق”. ويضيف: “الحرب، بعد كل شيء، بقدر ما أنها وسيلة تحقيق السيادة، وسيلة لممارسة الحق في القتل”.
وعلى الرغم من أن من مقتضيات الإيمان الاعتقاد بأن الله وحده بيده الموت والحياة وخلقهما ليبلونا أينا أحسن عملا، فإن سياسات الموت مفهوم يستكشف كيف تتجلى القوة من خلال السيطرة على الحياة والموت، وتحديد من يجوز له العيش ومن يجب أن يموت، من خلال التأكيد على قتل العدو كهدف أساسي ومطلق للسياسة، وخاصة تحت ستار الحرب أو مناهضة المقاومة أو مكافحة الإرهاب- كما قدمت.