أهم ملمح في #تونس الآن -من وجهة نظري – هي قدرة الجديد علي تحقيق إنجاز سياسي في وقت اختطف القديم فيه مكاسب الموجة الأولي من الربيع العربي، فهي تؤكد تحليلي (وفق منظور تاريخي) أن ثورات الربيع العربي هي تدشين لحقبة تاريخية جديدة وانتهاء لمرحلة تاريخية ،هي روح جديدة تسعي للتمأسس علي مستوي القيم والممارسات والقوانين وفي الدساتير ،هي تعبير عن ثقافة الأجيال الجديدة التي تضع قدمًا في أوطانها وقدما في العالم الحديث منفتحة عليه بلا خوف ولا وجل لانها تثق في ذاتها وقدرتها علي التفاعل مع العالم أخذا وعطاء.
انتصار #قيس_سعيد تعبير عن إعادة تعريف السياسة ليس في تونس وحدها بل في العالم من حولنا :
١-هي تعطي أهمية للبعد الثقافي والقيمي في الممارسة السياسية.
٢-أهمية الشبكات القاعدية القادرة علي خلق التناسق فيما بينها لتحقيق هدف محدد.
٣- تجاوز للنخب السياسية القديمة بخطاباتها المائعة والتي لم تطور اشكالها التنظيمية التي تجاوزها الزمن ( تأمل كيف فكرت حركة النهضة في مستقبلها بأن حسمت خيارها التنظيمي لتأخذ شكل الحزب السياسي في وقت تتراجع فيه قوة الأحزاب حتي في الديموقراطيات المستقرة لصالح ما يمكن ان نطلق عليه تجاوزًا الحركات والشبكات السياسية).
٤- دخول متسع لأجيال شابة الي الفعل السياسي بقيمهم وأدواتهم واشكال ممارساتهم والأهم بتطلعاتهم الاجتماعية والاقتصادية وأيضا رغبتهم في العيش وفق شروط العصر.
ويظل التحدي أمامنا في هذه الموجة من #الربيع_العربي هو القدرة علي مأسسة الحلم.
#هشام_جعفر