يقدم محمد فتوح -الباحث المتميز في الظاهرة الدينية- أطروحة هامة قد تجعلنا نعيد التفكر في بعض مسلماتنا عن حالة التدين في مصر، وهي أن مزيدًا من الانفتاح السياسي والثقافي في المجتمع المصري من شأنه أن يؤدي إلى تآكل أطروحات الإخوان والسلفيين لدى الشباب، ولا أدري إن كان العكس صحيحًا أم لا في ظل ما تبرزه استطلاعات الرأي الأخيرة (2020) التي قدمها معهد واشنطن، من أن ربع المستطلعين من المصريين لا يزالون يؤيدون الإخوان حتى الآن في ظل إغلاق تام للمجال العام.
يرصد فتوح في دراسته: «من يملأ الفراغ: الكيانات الدينية والثقافية بعد الثورة» ملامح تأثير ثورة يناير علي حالة التدين بين الشباب، فيشير إلى أن هـذا الانفتاح أدى إلى تـآكل شعبية الإسلاميين، وفقدانهم لمحاضنهـم التربوية، وعلى التوازي مـن هـذا التآكل، استعاد الأزهـر عافيته في الشارع المصري إلى حد كبير مقارنـة بحاله قبل الثورة، كما انتعش الـدور الصوفي في مصر بين الشباب، ونشأت نواة لتيار شـبابي جديـد انخرط في عدد من المبادرات التعليميـة، وركَّـز كثيرًا في أنشطته على طائفة الشـباب، وعمـل على استحداث كيانات جديـدة.