نُشر في الجزيرة.نت – مارس 2022
يمكن أن يطلق على جيلنا -جيل الثمانينيات من القرن الماضي- جيل التحولات الكبري؛ وطنيا وإقليميًا وفي النظام الدولي. وإن ما يهمنا في هذا المقال هو تحولات النظام الدولي، فقد التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية (جامعة القاهرة) أوائل الثمانينيات من القرن الماضي لندرس القطبية الثنائية كما تبلورت تدريجيا بعد الحرب العالمية الثانية 1945، وما إن بدأ يتشكل وعينا حتى فوجئنا بانهيار الاتحاد السوفياتي في أواخر العقد، وكأن ذلك جرى بلا مقدمات على ما يبدو أنها لم تصل لبعض أساتذة العلاقات الدولية بالكلية. في الحقبة التالية، شهدنا النظام الأحادي القطبية الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة بمفردها، ونال فيه “الشرق الأوسط الكبير” -أي العالم الإسلامي- الأولوية الأولى لاهتماماتها، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وكان العنوان الأبرز لهذه الفترة “الحرب على الإرهاب”، التي اتخذت وصف العالمية. وأخيرا وليس آخرا، مع عودة طالبان لكابل أغسطس/آب 2021، التي سبقها الفشل الأميركي في العراق، والأزمة المالية عام 2008، فإننا نعيش حقبة ما بعد سبتمبر/أيلول.