بهروب الأسد أوائل ديسمبر الماضي، ودخول الثوار -الجماعات المسلحة- دمشق؛ فإننا بذلك نستكمل توجها متصاعدا لدى الإسلاميين في المنطقة للاندماج في السياسة الوطنية، أو ما أطلقت عليه في مقال سابق “التوطين المحلي“.
نُشر في الجزيرة.نت – ديسمبر 2024
في الوقت الذي يختبر فيه الغرب حكام سوريا الجدد -وفق تقرير “وول ستريت جورنال”- اختزل قطاع عريض من النخب العربية وجدالات السوشيال ميديا الزلزال السوري الذي عصف بالمنطقة في القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أو أبو محمد الجولاني. الجولاني جاء، أحمد الشرع قال، الجولاني التقى، هل تغير أم ما يقوله مداراة؟
تُعرِف الفلسفة العدالة، بأنها إحدى الفضائل الأربع جنباً إلى جنب مع الحكمة والشجاعة والعفة، بينما يفسرها القاموس، بأنها “حكم متجرد دون تحيز”، سعيا وراء تأصيل لملمح العدالة في المشهد المصري الراهن، كتب الباحث هشام جعفر، عددا من المقالات في “مصر360″، راصدا ومحللاً، ملامح ما اعتبره استباحة للعدالة.
نُشر في الجزيرة.نت – ديسمبر 2024
فاجأ سقوط النظام السوري الجميع. اكتسب نظام الأسد هالة من الاستمرارية في غياب إرادة الشعب. اعتمد “الدولة المتوحشة” – كما كتب الباحث الفرنسي ميشيل سورا مبكرًا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي – سياسة منهجية لكسر الإرادة الشعبية، واستند إلى تحالفات إقليمية ودولية تضمن بقاءه.
نُشر في الجزيرة.نت – ديسمبر 2024
أثبتت الحكومة الإسرائيلية وداعموها الغربيون على مدى العام الماضي أن هدفهم النهائي ليس حماس ولا جماعات المقاومة بل الإرادة الفلسطينية لمقاومة الاحتلال والاستعباد.
تشير تصرفات إسرائيل إلى أن هدفها الحقيقي هو إنهاء التطلعات الفلسطينية لتقرير المصير، لذا فقد انصبّ جهدها على الإنسان والمجتمع والحجر. كانت الإبادة والتهجير والتجويع مهلكات الإنسان الثلاثة، أما المجتمع فقد تم القضاء على كل مؤسساته التعليمية والصحية والاقتصادية والدينية.
في مقالي الخامس عن استباحة العدالة الجنائية في مصر بعد ٢٠١٣؛ استكمل الاستراتيجيات الست التي خطتها الجمهورية الجديدة لتمام فعل الاستباحة. بسطت الكلام في المقالين السابقين عن: دور الحرب على الإرهاب في التطبيع مع حالة الاستثناء التي أدت في النهاية إلى انتفاء الحدود الفاصلة بين دولة الامتياز ودولة القانون. لعبت الرئاسة دورا مركزيا في النظام الجديد بما أدى إلى تبديد الميراث التاريخي للدولة المصرية الذي قام على وجود تمييز بين الدولة والنظام وبين القيادة، وجرى دمج السلطة القضائية في السلطة التنفيذية، وهيمنة الأخيرة على الأولى.
نُشر في الجزيرة.نت – نوفمبر 2024
الحرب الجارية على المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هي الحرب السادسة عشرة في تاريخ الحروب العربية- الإسرائيلية، وفق رصد أ.د. نادية مصطفى، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة. وهي بهذا تستكمل ما قام به المستشار طارق البشري – المفكر والقاضي المصري رحمه الله – الذي يميز في محاضرة وورقة مهمة بين أنماط هذه السلسلة من الحروب، ويشير إلى الأنماط الأجدر لمهام المقاومة والتحرير.
في هذا المقال الرابع من سلسلة، تناقش أوضاع العدالة الجنائية في مصر/ الجمهورية الجديدة، نناقش دور الحرب على الإرهاب في التطبيع مع حالة الاستثناء. يشكل الإرهاب تهديدًا للدولة، ويتطلب تدابيرا استثنائية، وضرورة منح السلطة التنفيذية المزيد من الصلاحيات والحرية؛ لاستعادة النظام، وإنهاء حالة الاستثناء في أسرع وقت ممكن. لكن وبعد دمج دولة الامتياز في الدولة المعيارية- كما ناقشت في المقال السابق- يصير من الضروري الحفاظ على الإشراف القضائي على الاستثناء، وكما يقول المصريون: “كله بالقانون”.
اجتمعت على النظام العقابي للجمهورية الجديدة أربعة مقاصد، رسمت مسار العدالة الجنائية في مصر بعد ٢٠١٣: التحكم والسيطرة والإخضاع بغية استرداد الدولة من انتفاضة يناير ٢٠١١، ومواجهة الاضطرابات التي خلقتها، ومجابهة الإخوان كأكبر قوة سياسية منظمة- تحت دعاوى الحرب على الإرهاب، وضبط حركة المجتمع السائلة في الاقتصاد والعمران والدين والقيم، وتنظيمها لتكون معدة للسياسات الاقتصادية النيو ليبرالية، وإعداد الدولة والمجتمع للاندماج في المشاريع الإقليمية والدولية ذات الطبعة الرأسمالية.
نُشر في الجزيرة.نت نوفمبر 2024
لأنّني نشأت بين الريف والمدينة في دلتا مصر؛ فإنني أحتفي كثيرًا بالزرع حين لا يزال ممتزجًا بطين الأرض. النضارة الخضراء تشعرني بشغف التعلم والقدرة على التجدد المستمرّ، ويذكرني طين الأرض بضرورة البحث في الجذور، وإدراك المآلات.
أعادتني مادة طوفان الأقصى والتدين: يقظة إسلامية التي قدمها الصحفي النابه عبدالقدوس الهاشمي إلى هذه الروح. استغرق منه العمل 8 أشهر، التقى فيها بعشرات الشباب والشابات العرب حول العالم من الفئة العمرية ما بين 20 إلى 40 عامًا؛ لرصد تحولات كثير منهم بعد الطوفان – طوفان الأقصى – من “اللامبالاة” إلى حالة التدين الجارف، بل وأحيانًا التأهب للانخراط في الحالة الإسلاميّة الواسعة، ومناصرة المقاومة في فلسطين.
قدّم لنا مادةً خامًا، أو زرعة لا تزال بطينتها، يمكن العمل عليها لتقديم إطار تحليلي وتفسيري لظاهرة التدين الجديد لدى الشباب والشابات العرب بعد الطوفان، وهو موضوع يأسرني بالكتابة والبحث.